نيران متمردة

[AhmeD EslaM]

- نيران متمردة
"فاقد الشئ لا يعطيه....أفهموها كما تريدون"
سأحكى لكم قصة....قصتى.....قصة وجودى و وجود أخوتى..ووجودكم أيضا.......
فى البداية كان هناك برد.....ثم أدركت أن الجو ليس باردا...بل أنا ساخن..ساخن كالنار..بل كنت أنا النار..كان هذا الشعور الغريب هو أول ما يدركه أبناء جنسى عند ولادتهم...ولم أكن بالمختلف عنهم.....كنا نعيث فى الأرض فسادا....فقد كانت لنا....بالطبع هذا قبل وجودكم بسنين...بألفى عام تقريبا.
من كثرة شرنا عادتنا الملائكة...وشنوا الحرب علينا بأمر الخالق....هزمونا وأسروا منا الكثيرين وكنت أنا من بين الأسرى أخذونى معهم للسماء...بهرنى الخالق فطأعته وعبدته...أطعته حتى أفضل من كل ملائكته حتى صرت من أشراف الملائكة و كان أعلاهم مكانة و أكثرهم علما هو أنا عزازيل هكذا كان أسمى...سلطان السماء وسلطان الأرض هكذا كان سلطانى ومكانتى.
فى فترة ما عاد جان الأرض لعادتهم القديمة من سفك الدماء وقتل بعضهم بعضا فأرسلنى الخالق أنا وبعض جند السماء إلى الأرض لردعهم....عدت منتصرا..مليئا بالفخر...فلم يكن يقدر أى أحد من الملائكة على فعل ما فعلت....ويحقق ما حققت من أنتصارات...ولم يكن أحدهم يستطيع أن يتقرب إلى الخالق كما تقربت...فقد كنت عبده المطيع وخادمه المؤمن.....وياله من شرف أنت تخدم الخالق......شعرت بقليل من الغرور فى نفسى أعترف بهذا........
طرد أبليس....لعن أبليس....خزى أبليس.....نرى هذه الكلمات فى كل مكان....فى كل موقع سجده....و رأينا كتابة على أبواب الجنة تقول" أن لي عبدا من المقربيين منى أأمره فلا يمتثل لأمرى بل يعصى ويعصى فاطرده عن بابي وألعنه وأجعل طاعته وعمله هباء منثورا" لقد غضب الخالق على أحدهم...ياله من مسكين سينال من العقاب مالا يمكن تخيله...فقد ذهبت إلى الخالق وسألته عنه وطلبت منه الأذن فى لعنه...و أذن لى فلعنته ألف سنة.
كانوا جميعهم خائفين وقليقين من أن يكونوا المقصودين بلعنه الله....فأتوا إلى أنا.....أنا مستجاب الدعوى وأكثرهم قربا إلى الله وطلبوا منى أن أدعوا الله من أجل أن يغفر لهم ويعفوا عنهم فرفعت يدى قائلا: يارب أحمهم من الطرد والقطيعة....
كان اسمى فى سماء الدنيا العابد ،وفى الثانيه الزاهد, وفى الثالثه العارف,وفى الرابعه الولى, وفى الخامسه التقى, وفى السادسه الخازن, وفى السابعه عزازيل ،وفى اللوح المحفوظ أبليس والذى جاء من لفظ الأبلاس أى الأبعاد.... دعوت لهم جميعا-الملائكة- ونسيت نفسى.....فلم يخطر ببالى لحظة أننى المعنى بلقب أبليس...منعنى غرورى من الشك فى نفسى...ولم أعلم أن غرورى هو الذى تسبب لى فى لعنة لألف سنة والتى قد سلطتها على نفسى دون علم....
"أنى جاعل فى الأرض خليفة" هكذا كانت كلمات الخالق.....بعث جبريل إلى الأرض ليأتيه بطين منها...فقالت الأرض: أنى أعوذ بالخالق منك أن تنقص منى أو تشيننى فأعاذها ، فبعث الخالق مكائيل فعاد كما عاد جبريل ، فبعث ملاك الموت فتكرر معه نفس الموقف ألا أنه رد عليها قائلا: وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره.
أستخدم الخالق الطين ليصنع كائن ما....أعرف أنه لم يكن يرقى لمكانتى....أو هكذا ظننت ولكننا كنا جميعا نرهبه وربما أكون أكثرهم رهبة ونفورا منه...ولكنى طمئنتهم قائلا: لا تخافوا فإن خالقكم صمد وهذا أجوف.....ولئن سلطت عليه لأهلكنه......
أذا نفخت فيه من روحى فكونوا له ساجدين ...قال الخالق...أنا...أنا أسجد لهذا المخلوق الحقير؟ كيف وقد خلقت من نار وقد خلق من طين؟ أنا أفضل وأرقى وأعبد للخالق منه ومع هذا ينال هو هذا الشرف؟ كلا هذا مستحيل...لن أسجد له مهما حييت تقولون أنى حسدت و أستكبرت؟ أنظروا من يتكلم..... طلبت من الخالق أن يتركنى أحيا إلى اليوم الذى يبعث فيه آدم وبنوه للحساب فقال :فأنك من المنظرين إلى يوم الدين.........فبعزتك لأغوينهم أجمعين..هكذا أقسمت...فقال الخالق والحق يقول: ولأملأن جهنم بك وممن تبعك منهم أجمعين.
خلقتنى من نار وخلقته من طين هكذا عصيت وغضب الخالق على بسبب معصيتى وطردنى من جنته وهبطت...بل هويت من منزلتى العاليه بعدما كنت أنا من أفضل العابدين وأشرف الملائكة....أنا عززايل...العابد..الزاهد..التقى...العارف صرت أبليس...أبليس اللعين....أبليس العاصى...أبليس الكافر...أبليس الرجيم.....وكل هذا بسبب تفضيل الخالق لهذا الآدم على أنا.
أسكنه الجنة..تخيلوا هذا؟ أسكن آدم فى الجنه لينعم بها كما يشاء ثم خلق من ضلعه أنثى من نوعه لتؤنسه فى الجنه....هم يتمتعون ويفرحون فى الجنة وأنا أشتعل بغيظى ومقتى لهم.......كما أن الخالق سمح لهم بالأكل من كل شجر الجنة إلا شجرة واحدة نهاهم عنها......هذه الشجرة هى فرصتى وعلى أغتنامها ولكنى لا أظن أن أدم و زوجته حواء قد يعصوا الخالق بهذه السهولة..ولكن لما لا؟ فأنا نفسى قد فعلت......كان يجب أن أحاول.
ترى هل نجحت؟....بالطبع قد فعلت وألا لما كنتم موجودين هنا الآن....على الأرض..........لم أستطع أن أغوى آدم فقد كانت أرادته أقوى منى ولكن كان لديه نقطة ضعف واحدة....حواء...زوجته الحبيبة أغويتها بالشجرة...وعدتها بالملك أذا أكلوا منها....أوقعت بها وهى أوقعت بآدم ، فكان عقابهم أن أنزلهم الخالق على الأرض...ولكن لم تنتهى مهمتى بنزول آدم للأرض....فأنا قد أقسمت على أن أتسبب فى دخول بقية بنو آدم إلى النار معى..فأنى لا أنوى البقاء فيها وحدى.
قابيل...وأنى لحقا لفخور بما فعلته معه...سربت له غيرتى وحقدى..فتسببت فى أول جريمة قتل فى التاريخ..قابيل قتل أخوه هابيل بدافع الغيرة ثم واره فى التراب باكيا عما أقترفت يداه....
لم يكن قابيل وأخيه آخر أعمالى مع بنو آدم....أنا موجود دوما....عندما يقتل أحدكم الآخر...عندما يسرق.....عندما يكذب...ستجدوننى دوما بالجوار...أنا لا أحتاج لفعل الكثير فقط أساعدكم على أخراج رغابتكم المكبوتة...لم أجبر أحدكم يوما على فعل أى شئ....بل أريكم فقط الطريق وأترك لكم الأختيار...ومع ذلك أتقبل لومكم لى بسعة صدر...فأنتم..رغم كل شئ...زملائى...وسيكون لدينا أعواما طويلة نصفى فيها خلافتنا....معا.........فى النار.

واوعو تنسو التقيم

[سندباد زمانى]

كلام جميل بس الى يسمع

[AhmeD EslaM]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندباد زمانى

كلام جميل بس الى يسمع

ان شاء الله حنلاقى قلى يسمع

[M.SHADY]

انا شايف ان الشيطان الرجيم لا يجب ذكره على هذا النحو و لكن تجب الاستعاذه منه فى كل حين

[hogan]

فيها حكمة عظيمة

[AhmeD EslaM]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m.shady

انا شايف ان الشيطان الرجيم لا يجب ذكره على هذا النحو و لكن تجب الاستعاذه منه فى كل حين

هو تنا بصراحه موش فاهم قصد حضرتك ايه

[AhmeD EslaM]

مافيش اى حد عاجبو الموضوع خااااالص كدا ومافيش تقيم كمان

[omara]

حلوه بس قلى يفهم