غضب سعد الدين الشازلي لعربده الطيران الاسرائيلي في سينا في وقف اطلاق النار فاراد تلقينهم درسا قاسيا

[avokato]

فى سبتمبر 1971 كان هناك اتفاق لوقف اطلاق النار بين الجانبين المصري والصهيونى، ولكن وكعادة الصهاينة ليس لهم عهد، فكانوا يداومون على خرق وقف اطلاق النار، ويريدون دائما ان يذكروا الجانب المصري بالتفوق الجوى الصهيونى فكانوا يخترقون المجال الجوى المصري بشكل متكرر، خاصة ان مواقع صواريخ ارض جو المصرية كانت متمركزة على بعد حوالى 15-20 كم غرب القناة لتفادى مرمى نيران مدفعية الميدان الصهيونية، وبالتالى لم يكن دفاعنا الجوى قادر على ردع الطيران الصهيونى.

وقد غضب الفريق سعد الشاذلي رئيس اركان حرب القوات المسلحة من عربدة وغرور الصهاينة وقرر تلقينهم درسا قاسيا ليس فقط بصد اختراقات الطيران الصهيونى لمجالنا الجوى ولكن بما هو اكبر وابعد من ذلك.

كان العدو الصهيونى يقوم بصفة دورية بعملية استطلاع الكترونى باستخدام طائرة استراتو كروزر، ولاوضح لكم الصورة بشكل افضل سأشرح لكم قصة هذه الطائرة، هى طائرة مدنية طراز بوينج 377 ستراتو كروزر تتسم بالقدرة على نقل الركاب لمسافات طويلة وكان الجيش الصهيونى قد قرر شراء 5 طائرات من هذا الطراز وتحويلها لطائرات نقل عسكرية على خلفية رفض الولايات المتحدة اعطاء اسرائيل احدث انتاج من طائرات النقل العسكرى فى ذلك الوقت (لوكهيد c-130 هرقليز)، فاستعاض الصهاينة عن ذلك بشراء الطائرات المدنية طراز ستارتوكروزر وادخال تعديلات عليها لتحويلها لطائرة نقل عسكرية اعطت اسرائيل قدرات لوجيستية هائلة وقدرة على نقل الافراد والمعدات بسرعة فائقة، كما قامت بتحويل بعضها لتانكات امداد جوى بالوقود، كما ان طائرة واحدة من هذه الطائرات تم تزويدها بمعدات تصوير واجهزة الكترونية فائقة الدقة للاستطلاع والاستشعار عن بعد، وهذه هى الطائرة التى نتحدث عنها.

لاحظت القوات المصرية ان هذه الطائرة تقوم بصفة دورية بالطيران على ارتفاع متوسط (حوالى 30 الف قدم) وعلى خط موازى للقناة على مسافة 3 كم تقريبا شرق القناة لتضمن وقوعها خارج مدى الصواريخ المصرية، وهكذا كانت هذه الطائرة توفر للصهاينة معلومات دقيقة عن عن مواقع الصواريخ والرادرات والاجهزة الالكترونية على الجبهة المصرية.

وهنا قرر الفريق ذو الارادة الفولاذية سعد الشاذلي وقف هذه الطائرة عن العربدة وتلقين سلاح الجو الصهيونى كله درس لن ينساه، فوضع خطة بالاتفاق مع اللواء محمد على فهمى لاصطياد الطائرة تتمثل فى نقل كتية صواريخ مصرية ليلا الى موقع متقدم يقع على مسافة 5 كم غرب القناة لاقتناص الطائرة عند مرورها فى الموعد المعتاد، وبالفعل اعد اللواء فهمى العدة لنصب الكمين وتم وضع اللمسات النهائية ثم اعطى تمام الاستعداد لتنفيذ الخطة للفريق الشاذلي الى اعطاه التصديق النهائي على تنفيذ العملية وذلك يوم 16 سبتمبر 1971، وفى تمام سعت 1511 (الثالثة و11 دقيقة عصرا) من يوم 17 سبتمبر 1971 واثناء مرور الصيد الثمين فى جولة عربدته المعتادة لكشف عورات جبهتنا تم ارسال قبلتين له عبارة عن صاروخين سام (sa-2) لتتحول الى اشلاء صغيرة متناثرة فوق ارض سيناء الحبيبة جنوب البحيرات (بالطبع لم يذكر الصهاينة وقتها اى شئ عن خسارته الفادحة وكذلك فرح المصريون فى صمت ولكن بعد اعوام طويلة اعترف الصهاينة بالعملية وبخسارته لاحد كنوزه الاستراتيجية وبمقتل 7 من طاقم الطائرة المكون من 8 افراد)

بمجرد تدمير الطائرة انسحبت القوات المصرية المنفذة للكمين بسرعة واعلن الفريق الشاذلي حالة التأهب القصوى على طول خط المواجهة استعدادا لانتقام الصهاينة الذي لم يتأخر حيث جاء فى اليوم التالى مباشرة، وجاء رد الفعل متسما بالعصبية وسوء التقدير والخوف فى آن واحد حيث قامت طائرات العدو وهى على مسافة 10 كم شرق القناة باطلاق قذائفها ارض-جو من طراز شرايك على مواقع رادراتنا التى تقع على بعد حوالى 20 كم غرب القناة وبالتالى لم تتمكن اى قذيفة من الوصول لهدفها، ولكن استغل الفريق الشاذلي هذا الموقف لتدريب القوات المصرية تدريبا عمليا على مواجهة قذائف شرايك التى كان يعلم مسبقا بوجودها عند العدو واعد خطة مسبقة لطريقة مواجهتها ودرب قوات الدفاع الجوى على هذه الخطط لكنه كان تدريبا نظريا فكان هذا اليوم هو يوم التدريب العملى ليكتسب رجالنا خبرة اكبر وليطمئن القائد الهمام على سلامة الخطة ونجاحها.

ملحوظة: الصورة المرفقة لطائرة صهيونية من طراز ستراتوكروزر المحولة الى طائرة تزويد بالوقود ولكنها لا تختلف في الشكل عن الطائرة التى تم اصطيادها...