عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 11-10-13, 12:45 AM   #1
محمدعرب
صياد متفاعل
 
الصورة الرمزية محمدعرب
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 128
معدل تقييم المستوى: 5
محمدعرب مستواه غير معروفمحمدعرب مستواه غير معروف
افتراضي التدريب على الســـــلاح

التدريب على الســـــلاح:

لا قيمة لأي سلاح من الأسلحة إلا باستعماله، والتدريب على استعمال السلاح تدريباً راقياً دائباً هو الذي يؤدي إلى استعماله بكفاية، والمقاتل المدرب على استعمال سلاحه هو وحده يستطيع استعماله بنجاح، أما المقاتل غير المدرب فلا يستفيد من سلاحه كما ينبغي، والمدرَّب يستطيع التغلب على غير المدرَّب بسهولة ويسر.

ومن الضروري أن يثق المقاتل بسلاحه، والثقة تتم بالتدريب على استعمال السلاح، فإذا كان المقاتل لا يثق بسلاحه لضعف تدريبه أو لضعف السلاح، فإن مصير هذا المقاتل مصير لا يُحسد عليه.

وقد كان العرب قبل الإسلام يتدربون على استعمال السلاح، ولكن لم يكن تدريبهم إلزامياً، فكان منهم من يتدرب ومنهم من لا يتدرب بحسب رغبته وهواه.

فلما جاء الإسلام أمر بالتدريب وحث عليه، لأن الجهاد فرض على كل مسلم قادر على حمل السـلاح، فالمسلمون كلهم جند في جيش المسلمين، يجاهدون في سبيل الله لتكون كلمته هي العليا.

وقد وردت أحاديث كثيرة في الحث على الرمي، والرمي كما هو معروف، هو الاختبار العلمي للتدريب على السلاح، فإذا كان الرامي (هدَّافا ً) كان ذلك دليل على تدريبه المتقن الراقي، وإذا كان الرامي (وَسَطا ً) كان تدريبه وسطاً أيضاً، أما إذا كان (ضعيفا ً)، فهو ضعيف في تدريبه.

فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم على نَفر من (أَسْلَم ) - إحدى القبائل العربية - يَنْتَضِلون بالسّوق، فقال: (ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً. ارموا وأنا مع بني فلان ))، فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما لكم لا ترمون؟))، فقالوا: ((كيف نرمي، وأنت معهم؟ )) فقال: ((ارموا وأنا معكم كلكم )) (رواه أحمد والبخاري).

وعن عُقْبَة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ، ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي ))، (رواه أحمد).

وقال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ عَلِمَ الرمي، ثم تركه، فليس منا )) (رواه أحمد)، وقد شوهد كثير من الأئمة وكبار العلماء يمارسون الرمي بعد أن بلغوا الشيخوخة المتقدمة، ومنهم: الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، فإذا سُئلوا عن سبب هذه الممارسة أو لمحوا استغراب الناس مما يفعلون، أجابوا المتسائلين والمتغربين بهذا الحديث النبوي الشريف.

ومعنى هذا الحديث أن المسلم يجب أن يمضي في تدريبه على السلاح من المهد إلى اللحد دون توقف بسبب العمر أو العمل أو غيرهما من أسباب.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله يُدْخِل بالسَّهم الواحد ثلاثة نَفَرٍ الجنة: صانعه الذي يحتسب في صَنْعَته الخير، والذي يُجهِّز به في سبيل الله، والذي يرمي به في سبل الله ))، وقال: (( ارموا واركبوا، وأن ترموا خيرٌ لكم من أن تركبوا ))، وقال: ((كل شيء يلهو به ابن آدم فهو باطل، إلا ثلاثاً: رَمْيَه عن قَوْسه، وتأديبه فرسَه، وملاعبته أهله )) (رواه الخمسة: أحمد والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه).

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قَوْس عربية، فرأى رجلاً بيده قوس فارسية، فقال: (( ما هذه؟ أَلْقِها، وعليك بهذه وأشباهها، ورِماح القَنَا، فإنهما يؤيد الله بهما في الدِّين، ويومكِّن لكم في البلاد )) (رواه ابن ماجه).

وعن عمرو بن عنَبسَة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ رمى بسهمٍ في سبيل الله، فهو له عَدْلٌ مُحَرَّر ـ مثل عتق رقبة حررها - ))، (رواه الخمسة، وصححه الترمذي).

وبالإمكان اتخاذ أهداف التصويب عليها في التدريب على الرمي من الأحجار أو الأخشاب وسائر المواد التي لا روح فيها، فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم مَن اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غَرَضاً - هدفاً يرمي بالسهام - ))، ((رواه مسلم وأحمد والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه)).

ودخل أنس بن مالك رضي الله عنه دار الحكم بن أيوب، فإذا قوم نصبوا دَجاجة يرمونها، فقال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تُصْبَر البهائم )) (رواه البخاري ومسلم وأحمد).

وكان الذي يجيد الرماية في عهد الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام يشار إليه بالبنان، ويرفع ذكره بين الناس.

فسَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة (أُحُد )، وكان أرمى الناس، فكان يجمع له الرسول صلى الله عليه وسلم أبويه ويقوله له: ((ارم فداك أبي وأمي )) (البخاري ومسلم).

قال سعد: ((جمع لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أُحُد )) (فتح الباري شرح البخاري: 7/66).

وان من مهرة الرماة يوم (أُحُد ) سَهْل بن حُنَيْف رضي الله عنه الذي بايع النبي صلى الله عليه وسلم على الموت، وجعل ينضح عنه بالنَّبل حتى كشف الناس فكان عليه الصلاة والسلام يقول لأصحابه: ((نَبِّلُوا سَهْلا ً)) (أسد الغابة: 1/365)، أي: اعطوه نبلكم.

وكان رماة المسلمين يوم (أُحُد) خمسين، ويومها رمى النبي صلى الله عليه وسلم عن قوسه (الكَتُوم) حتى صار شظايا، فرمى بالحجر، (ابن سعد: 2/29)، وكسر أبو طلحة يومئذٍ قوسين أو ثلاثة (البخاري شرح القسطلاني: 5/95).

هؤلاء الهدافون ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم وذكرهم أصحابه، ولا يزال ذكرهم يضيء صفحات التاريخ وكتب الرجال بالتقدير والثناء، لأن أحدهم كان هدّافاً ماهراً في الرمي.

ولا أعرف عقيدة عسكرية غير العقيدة العسكرية الإسلامية، أمرت بالتدريب على السلاح، ونهت عن التخلف عنه، وشجعت المتفوقين فيه، وكرَّمتهم في حياتهم وبعد موتهم، مما أدى إلى تفوق المسلمين في التدريب على استخدام أسلحتهم، ومهارتهم في استعمالها في ميادين القتال.

ومن الواضح أن حرص المسلمين على التدريب، وتفوقهم فيه، كان سبباً من أسباب انتصارهم في المعارك التي خاضوها.
من خدعته منزلته وأعجبه سلطانه ...

فليتذكر يوم تهدم في قبره أركانه ...

وتسقط في اللحد أسنانه ...

ويتقطع في الطين لسانه ...

سلاطينهم سل الطين عنهم ...

والرؤوس العظام صارت عظاما--منقول
__________________
واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله
محمدعرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
sponsor links