[فكرى الفساخ]

كان فى الاربعينات من عمره ترك المنصورة واصطحب عائلته الى القاهرة وسكن فى حجرة صغيرة بحى شبرا . انعم الله عليه بوظيفة فى شركة تجارية . لأمانته ونشاطه اوكل اليه صاحب الشركة صرف الشيكات من البنوك بالآلاف وحضور المناقصات وتسليم البضاعة . وانتقل بأسرته الى شقة صغيرة . حصل صاحب الشركة على قرض من البنك بضمانات وهمية . فوجهت اليه تهمة الاختلاس وسجن ثلاث سنوات . فاغلقت الشركة واصبح هذا الرجل بلا عمل . ولشدة امانته اوكلت اليه اسرة صاحب الشركة بحث المواضيع المعلقة . فاخذ ابنه معه ( 12 - 13 سنة ) الى مقر الشركة . واخذ يتفحص الملفات . اثناء ذلك اخذ ابنه يتجول فى ارجاء الحجرات فوجد دولابا ممتلئا بالأدوات المكتبية . فأخذ أستيكه صغيرة . وقال لابيه انه أخذ هذه الاستيكة . فما كان من الرجل الا ان أمر ابنه لوضع الاستيكه مكانها . واعطى له درس فى الامانة . وانه يعمل متطوعا بدون اجر وان الاستيكة ليس لها قيمة تذكر ولكن اخذها بدون اذن صاحبها يعتبر خيانة . كان ذلك أواخر الخمسينات.
أتعشم ممن يقرأ هذا الموضوع ان يقرأ الفاتحة على روح والدى رحمه الله رحمة واسعة .