الصيد فى مصر - الرماية بالبنادق شديدة الإرتداد

أسلوب مدفعية الميدان للبنادق فائقة القوة
الرماية بالبنادق شديدة الإرتداد

الإخوة الأعزاء ... السلام عليكم ورحمة الله،
مشاركتى هى فى موضوع معلوم لدى غالبية الإخوة ولكنى أقدمه للإخوة الجدد فى عالم البنادق الهوائية فربما يكون مفيدا ... مشاركتى تتعلق بأسلوب التصويب والرماية بالبنادق شديدة القوة شديدة الإرتداد مثل الديانا 350 ماجنوم مثلا.

أنواع الإرتداد فى البنادق الهوائية ذات السبرنج:
تولد البندقية الهوائية التى تستمد طاقة الإطلاق من سوستة (سبرنج) نوعين من رد الفعل:
الأول يحدث عند سحب الزناد وتحرير السوستة التى تتمدد بقوة وسرعة فائقة دافعة البستم للأمام وبالتالى تتحرك البندقية فى ردة فعل فى الإتجاه المعاكس أى إلى الخلف ... وحيث أن وزن البندقية أكبر بعدة مرات من وزن البستم فإن رد الفعل الأولى لايكاد يلاحظ.

أما رد الفعل (الإرتداد) الثانى فهو الإرتداد الذى تلاحظة وتشعر به بقوة خاصة عند إطلاق بنادق ذات سوستة قوية مثل الديانا 350 ماجنوم مثلا ... فعند الإطلاق يتحرك البستم للأمام ضاغطا الهواء الحبيس بين وجه البستم وجدار الإسطوانة ... ومايزيد من شدة الإنضغاط هو إرتفاع درجة حرارة الهواء المحبوس فيتمدد حجمه وتزداد قوة الإنضغاط ... ومع وصول البستم إلى قرب نهايه مشواره تتكون عند وجه البستم وسادة هوائية من الهواء شديد الإنضغاط لايتجاوز سمكها عدة أجزاء من الألف من البوصة (يعنى حاجة رفيعة جدا جدا) ... وتمنع الجلبة الرئيسية للبستم هذا الهواء المضغوط من الهروب للخلف ... كما أن الرشة الثابتة فى مكانها حتى الآن تمنع الهواء من الهروب إلى السبطانة (الماسورة) ... ... ويصل البستم إلى نهاية مشواره (أى لنقطة التوقف الكامل) عندما يصبح ضغط الهواء على وجه البستم أكبر بكثير من قوة الطاقة المتبقاة نتيجة تحرير السوستة وإندفاعها ... وفى هذة اللحظة أيضا فإن الرشة الموجودة بالماسورة لاتتحمل هذا الضغط الهائل جدا والسريع جدا فتندفع بقوة إلى داخل الماسورة بإتجاه فوهة البندقية ... عندما يتوقف البستم عند نهاية مشواره فإن هذا التوقف يحدث فجأة وكأنه إصطدم بحائط صلب ويتحول جزء من هذة الطاقة إلى جسم البندقية محدثا رد الفعل القوى الذى تشعر به ... هذا الإرتداد الأمامى هو مايكسر عادة مناظير البنادق الهوائية القوية شديدة الإرتداد.

الذبذبة كمصدر ثالث للإهتزاز:
وحتى لو إفترضنا نظريا أنه بالإمكان السيطرة على النوعين (إللى شرحناهم) من ردة الفعل عن طريق الإمساك القوى جدا بالبندقية (بتثبيتها مثلا فى منجلة أو على حامل ثلاثى) فإن هذا الإمساك (النظرى) القوى جدا لن يمنع نوع ثالث من الحركة هى الذبذبة vibration المتولدة فى ماسورة البندقية عند الإطلاق ... هذة الذبذبة تحدث فى معدن البندقية ولايمكن السيطرة عليها ولا إلغاؤها (معلومة جانبية: هذه الذبذبة هى سبب عدم قدرتنا على كتم صوت بندقية هوائية تعمل بالسوستة بشكل كامل لإنه عند الإطلاق تنتقل ذبذبة إنفراد السوستة إلى معدن البندقية ويتحول جزء منها إلى صوت بحيث لايمكن لأى كاتم إلغاء هذا الصوت تماما)

السؤال الآن هو: ماعلاقة كل هذا الكلام بدقة التصويب ببندقية فائقة القوة؟
فى الماضى كان يعتقد أن إمساك البندقية الهوائية بقوة بالغة هو الطريقة المثلى للسيطرة على البندقية وتصويبها بدقة وهو إعتقاد خاطىء تماما لإنه لايمكن لأى إنسان أن يمسك بندقية بقوة تكفى لإلغاء ردود الأفعال التى تكلمنا عنها سابقاً ... بل إن مجرد إمساك البندقية بقوة شديدة للسيطرة على الإرتداد هو فى الواقع أحسن طريقة لأن تخطىء الهدف !!!

المسألة ببساطة هو أنك لن تستطيع أن تكرر بالضبط مع كل طلقة نفس طريقة إمساك البندقية ولا نفس نقاط الإسناد (الإمساك) وبالتالى فإن فوهة الماسورة لن تكون فى نفس الوضعية مع كل مرة تخرج فيها الطلقة من الفوهة.

مالحل إذن؟؟ كيف نصوب ونرمى ببندقية هوائية قوية؟؟ إزاى هاناكل بط ويمام وحمام وأرانب؟؟ ... الحل يكمن فى (تنميط) ردود فعل البندقية وذبذبة معدنها بدلا من محاولة إلغاءها الذى هو أمر مستحيل عملياً ... يعنى أيه الكلام ده؟

هذا الكلام معناه أن التصويب والرماية ببندقية شديدة الإرتداد يكون بجعل ردود فعل البندقية وذبذبتها تحدث وتتكرر بنفس الطريقة فى كل مرة نطلق فيها السلاح وبالتالى فإن الطلقة ستخرج فى كل مرة من الماسورة محملة ومتأثرة بنفس درجة الإرتداد ونفس شكل الذبذبة أى بنفس المستوى من الدقة.

الجواب هو: أسلوب مدافع الميدان
كيف نجعل ردود فعل البندقية وذبذبتها تحدث بنفس الطريقة عند كل إطلاق؟؟ الإجابة هى أن نصوب ونرمى بالبندقية الهوائية بنفس الطريقة التى يتم بها التصويب والرماية بمدافع الميدان الثقيلة !!!! معقوووول؟؟ ... نعم معقول وهى الطريقة الوحيدة المضمونة لدقة الرماية ببنادق قوية شديدة الإرتداد .... كيف؟؟ ... أقولك ياسيدى.

لاحظ خبراء الرماية أن مدفع الميدان عندما ينطلق فإن ماسورة المدفع ترتد للخلف لعدة أقدام (لاحظ عدة أقدام وأحيانا عدة أمتار) ولكن العربة الحاملة للمدقع تبقى دائما فى مكانها دون تحرك كما أن القذيفة تصيب بدقة الهدف الواقع على بعد عدة أميال عند كل إطلاق ... وتفسير ذلك هو أن ماسورة المدفع موجودة على عربة ... هذة العربة يادوب تحمل وتسند المدفع ولا تمسك به أى أنها تترك للمدفع حرية كاملة للحركة عند الإطلاق دون أدنى تأثير عليه سوى أنها تسنده وتوجه فوهته باتجاه الهدف ... وفى حالتنا فإن ماسورة المدفع هى البندقية والعربة الحاملة للمدفع هى سيادتك شخصيا ... أى أن القصد من الإمساك الخفيف للمدفع (البندقية) هو ممارسة أقل تأثير ممكن على السلاح بينما لاتزال مسيطرا على وجهته أى على إتجاه الطلقة أى دقة التصويب.

الخلاصة لمن لايحبون التفاصيل:
بالنسبة للذين لايحبون التفاصيل وعاوزين الفايدة من الآخر يتلخص الأمر فى الآتى:
عند الرماية ببندقية هوائية تعتمد على سوستة (سبرنج) كمصدر لتوليد الطاقة فإن المبدأ الأساسى هو إمساك البندقية بأقصى خفة ممكنة كى تترك لها الفرصة للتحرك بحرية كاملة نتيجة ردة فعل الإطلاق ... وعندما نقول دع البندقية تمارس كل رد فعلها بحرية كاملة فإننا نقصد ذلك حرفيا.

(1) أسند البندقية على راحة اليد الحرة (الأمامية) ولاتمسك بها ... فقط إسند البندقية فى نفس المكان من الخشبة عند كل إطلاق.
(2) ضع ذقنك على الدبشك فى نفس الموضع وبنفس درجة الإسناد والضغط فى كل مرة تطلق فيها البندقية.
(3) ضم البندقية إلى الكتف بخفة بالغة ... مجرد تلامس وليس ضغطا.
(4) أصبع الإطلاق فقط إن أمكن هو الذى يلامس منطقة الزناد أما بقية أصابع كف الإطلاق فهى تسند البندقية فقط.
(5) إسحب الزناد بأقصى خفة ممكنة.

أريدك أن تتأكد من أنه بقدر الخفة التى يمكنك بها ممارسة هذة العناصر الخمسة بقدر مايمكنك تكرارها فى كل إطلاق وبقدر ماتكون دقة التصويب للبنادق القوية شديدة الإرتداد ... جرب وشوف.

وللإخوة الأعزاء كل الحب والتقدير ... وأعتذر عن الإطالة ... وأعتذر عن وضع المشاركة فى أكثر من موضع بمنتدانا الجميل لإنى لا أدرى بالضبط المكان الأكثر مناسبة.